مقدمة كتاب روضة الناظر تحقيق وعناية شركة إثراء المتون
مقدمة إثراء املتون الحمد هلل رب العالمين والص الة والس الم على نبي نا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أم ا بعد: فما زال أهل العلم مشتغلين بتقريب علوم الشريعة لطال هبا وتذليل صعاهبا لهم وسلكوا يف ذلك سبال مختلفة يف التدريس والت أليف بين مختصر وشارح وموجز ومطو ل وأل فوا المتون التعليمي ة يف مختلف الفنون ثم اعتنوا بشرحها وتقريبها للط ال ب واجتهدوا يف تسهيل العبارة وتقريب المعنى وكذلك أل فوا الكتب المتوس طة التي تجمع مهم ات المسائل يف العلم الذي أ ل فت فيه مع االقتصاد يف ذكر األقوال والد الئل والتوس ط يف العبارة بحيث تكون مالئمة للت دريس والمذاكرة وتكون يف رتبة متوس طة بين المتون المختصرة والمطو الت المبسوطة ومن ذلك كتاب»روضة الن اظر وجن ة المناظر«للفقيه األصولي الشيخ أبي محمد عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي ) 620 ه( وهو من الكتب التي اعتنى هبا الحنابلة وأقبلوا عليها من حين تأليفها فاشتغلوا به اختصار ا وشرح ا ودراسة ثم صار هو المعتمد يف الت دريس يف كل ي ات الشريعة يف هذه البالد لعلم أصول الفقه بحيث ال يكاد ينازعه كتاب آخر يف هذا الفن. وإن شركة إثراء المتون قد رأت أن تعتني هبذا الكتاب ألهم يته واعتماده 2
يف الت دريس يف كليات الشريعة وذلك انطالق ا من رؤيتها يف خدمة العلوم الش رعية وتقريبها بمختلف الوسائل والط رق الت عليمي ة المتاحة وتأيت عنايتها بالكتاب من عد ة جهات أبرزها: إخراج نسخة تعليمي ة من الكتاب وعروض تقديمي ة )PowerPoint( مؤم لة بذلك أن تكون قد ساهمت يف تقريب العلم وخدمة أهله. وهذا العمل الذي بين يديك هو الن سخة الت عليمي ة من كتاب روضة الن اظر البن قدامة وقد سبق للشركة أن أخرجت ن سخة تعليمي ة من كتاب»الروض المربع«للبهويت والتي لقيت -بحمد اهلل وتوفيقه- استحسان كثير من أهل العلم وأقبل عليها طال ب العلم يف الكليات الشرعية وغيرها ورأوا فيها من تقريب محتوى الكتاب وتيسيره ما ساهم يف تجويد فهمهم لكالم الم ؤل ف وحسن إدراكهم لمعانيه وأعاهنم على دراسة الكتاب ومذاكرته وذلك مما حف زنا يف شركة إثراء المتون على إخراج نسخة تعليمي ة من كتاب»روضة الن اظر«. وهذا الكتاب»روضة الن اظر«قد ط بع من قبل عد ة طبعات أهم ها الطبعة التي بتحقيق الشيخ األستاذ الدكتور: عبد الكريم بن علي النملة -رحمه اهلل وغفر له- والتي بذل فيها جهد ا كبير ا وقد حرصنا يف هذه الن سخة على اإلفادة من عمله والذي نسأل اهلل أن يجزيه عليه خير الجزاء غير أن الذي دفعنا إلى إعادة إخراج الكتاب هو الر غبة يف إخراج ن سخة تجمع إلى جودة الت حقيق خدمة النص مهم تين: وتقريبه للمتعل م فجاءت هذه النسخة جامعة لخصلتين إحداهما: تحقيق الكتاب بمقابلته على أربع نسخ خط ي ة مع الر جوع إلى 3
المصادر التي استقى منها المؤل ف أو المصادر التي اعتمدت عليه عند الحاجة باإلضافة إلى مقابلته على طبعة د.الن ملة ومراجعة نص الكتاب من قبل فريق من المختص ين ثم خدمة النص بتخريج األحاديث والت عريف باألعالم والفرق الواردة فيه. والخصلة األخرى: خدمة الكتاب من الن احية العلمي ة والفني ة رغبة يف تسهيله وتقريبه لطال ب العلم وذلك من ثالث جهات : القارئ. الجهة األولى: العنونة الجانبي ة إلبراز محتويات الن ص وتمييزها لدى والجهة الثانية: تلوين العبارات التي يحسن إبرازها للفت انتباه القارئ إليها وهي األدل ة الن صي ة والت عاريف االصطالحي ة واألقوال والكلمات التي شرحها المؤل ف من غير تعريف لها بالحد. والجهة الثالثة: تقسيم نص الكتاب إلى فقرات مرتابطة مرت بة حسب المعنى المراد بكل فقرة منها بحيث يكون ذلك -مع العنونة والت لوين- كالش رح لكالم المؤل ف والبيان لمراده. وقد كان ذلك كل ه بإشراف لجنة علمي ة من المتخص صين يف علم أصول الفقه أفدنا منهم يف مختلف جوانب العمل وأخذنا برأيهم يف كل خطوة تقد منا هبا يف إخراج الكتاب. ونشير هنا إلى أن من أبرز الص عوبات التي واج هناها يف إخراج الكتاب هي ضبط نص المؤل ف وذلك لعدم وجود نسخة للمؤل ف أو ن سخة مقروءة عليه مع اشتمال الن سخ التي بين أيدينا على كثير من الت صحيفات واألوهام 4
وكن ا قد اكتفينا أو ل األمر بمقابلة الكتاب على ثالث نسخ خط ي ة وهي: الن سخة العمري ة والن سخة األزهري ة ونسخة برنستون ثم رأينا الحاجة ماس ة إلى مقابلة فوقع االختيار على الن سخة الت ركي ة ثم لم نجد ذلك الكتاب على نسخة رابعة كافي ا يف ضبط الن ص فاستعن ا يف المواضع المشكلة بالن سخة الظ اهري ة مع مقابلة الكتاب على طبعة الدكتور الن ملة ومراجعة المواضع المشكلة يف المصادر التي أفاد منها ابن قدامة كالمستصفى للغزالي والعد ة ألبي يعلى والت مهيد ألبي الخطاب وكذلك المؤل فات التي اختصرت الر وضة كمختصر الط ويف وشرحه لمختصره ومختصر البعلي نستعين هبا على معرفة ما هو أرجح أن يكون نص الر وضة الذي كتبه ابن قدامة. وينضاف إلى ذلك أيض ا: خفاء مراد المؤل ف بكالمه يف بعض المواضع وطريقة عرضه لمحتويات بعض المسائل مم ا أد ى إلى مواجهة صعوبات يف الت فقير والعنونة فاجتهدنا يف معالجتها وإبرازها بما يقر ب معناها إلى القارئ بقدر اإلمكان. ويف الختام نسأل اهلل -تعالى- أن ينفع بعملنا هذا وأن يتقب له من ا كما يسعدنا أن نشكر من ساهم معنا يف إنجاز هذا العمل فنشكر فريق العمل على جهودهم التي قاموا هبا وتفه مهم للصعوبات التي واجهتنا أثناء إعداد العمل كما نشكر كل المشايخ وطلبة العلم الذين أسهموا معنا يف عمل أو اقرتاح أو نقد فقد كان لذلك أثر كبير يف تطويرنا كما نشكر الز مالء يف شركة إثراء المتون على جهودهم العلمي ة واإلداري ة والفني ة. ونتقدم بالشكر الجزيل ألوقاف الشيخ عبداهلل بن تركي الضحيان على 5
تمويلها إعداد هذا الكتاب ونسأل اهلل أن ينفع بجهود القائمين عليها وأن يبارك يف أوقاف الواقف وذريته وأن يجزيهم خير الجزاء. كما ال ننسى أن نشكر مؤس سة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيري ة على تمويلهم المبارك يف إنشاء هذه الش ركة والش كر موصول لشركة عطاءات العلم على دعمهم اإلداري المتواصل للش ركة. وأخير ا فالمرجو مم ن يطالع هذا الكتاب أال يبخل علينا بملحوظاته التي يراها فالعلم رحم بين أهله يسد د بعضهم بعض ا. والحمد هلل أوال وآخر ا. المشرف على المشروع د. عبد العزيز بن إبراهيم الشبل 6
أول : مقابلة النسخ املخطوطة: عملنا يف الكتاب جمعنا الن سخ المخطوطة للكتاب وقد اجتمع لنا من ذلك سبع نسخ وهذه النسخ هي: فانتقينا من هذه الن سخ خمس نسخ العتبارات عد ة 1. النسخة العمرية )ع(: وهي نسخة المدرسة العمري ة المحفوظة يف دار الكتب الظاهري ة برقم: )٨١ أصول( )٢٨٧٥ عام( رقم الفيلم: )٨٥٨(. وعلى هوامشها تصحيحات وهذه الن سخة نسخة تام ة وبحالة جي دة وتعليقات وحواش بخط الن اسخ ويف بعضها ما يدل على أن ها تعليقات لمن قرئت عليه وهي مع ذلك نسخة متقد مة ك تبت سنة ) 733 ه(. وقد خلت من المقد مة المنطقي ة ونص على ذلك يف أو ل الكتاب حيث قال:»المقد مة مرتوكة هاهنا«. وق س م الكتاب يف هذه الن سخة إلى ثمانية أبواب وقد ارتبطت صفحاهتا بطريقة التعقيبة. وهي من أوقاف الشيخ أحمد بن يحيى بن ع ط وة التميمي النجدي الحنبلي على مدرسة الشيخ أبي عمر يف الص الحي ة كما جاء ذلك يف الورقة األولى من الن سخة. عدد األوراق: )١٤٣( ورقة. 7
تقريب ا. المسطرة: )١٩( سطر ا ومتوس ط عدد الكلمات يف السطر: )١١( كلمة الخط: مشرقي ولعله قد كتب بلونين ولكن لم يظهر ذلك يف الت صوير ومن عادة الن اسخ عدم االلتزام بالن قط والهمز وربما عكس ذلك فنقط المهمل ومن عادته أيض ا كتابة األلف الممدودة ألف ا مقصورة مثال ذلك: )كذا( يكتبها: )كذى(. اسم الناسخ: محمد بن أحمد بن محمد األلواحي. تاريخ النسخ: ٧٣٣/٦/١٢ ه. أولها:»بسم اهلل الرحمن الرحيم رب زدين علم ا وفهم ا. الحمد هلل العلي الكبير العليم القدير... أما بعد فهذا كتاب نذكر فيه أصول الفقه واالختالف فيه ودليل كل قول على وجه االختصار واالقتصار من كل قول على المختار ونبي ن من ذلك نرتضيه ونجيب من خالفنا فيه...«. آخرها:»...وترج ح العل ة المؤث رة على المالئمة والمالئمة على الغريب والمناسبة على الشبهة ألنه أقوى يف تغليب الظ ن واهلل سبحانه أعلم. تم الكتاب بحمداهلل ومنه وكرمه وصلى اهلل على خير رسله محمد وآله وصحبه وسلم تسليم ا كثير ا. وكان الفراغ من نسخه يوم األحد الثاين عشر من شهر جمادى اآلخر سنة أحسن اهلل عاقبتها. ثالث وثالثين وسبع مئة عل قه لنفسه العبد الفقير إلى اهلل تعالى المعرتف بذنبه الراجي عفو ربه: محمد بن أحمد بن محمد األلواحي عفا اهلل عنهم وعن جميع المسلمين«. 8
وقد رمزنا لها ب)ع(. 2. نسخة برنستون )ب(: وهي ن سخة محفوظة بجامعة برنستون بالواليات المتحدة األمريكية برقم:.)٤٠٩٧( وهذه النسخة شبه تامة سقط من أو لها ورقة واحدة تقدير ا تبتدئ بقول المؤل ف ) 2 /أ(:»قبل معرفة معنى الفقه والفقه يف أصل الوضع: الفهم...«. وهي خالية من المقد مة المنطقي ة. وحالتها جيدة وخط ها حسن إال أنه يعيبها كثرة الس قط فيها فإن الناسخ حصل له انتقال نظر يف مواضع عديدة من الكتاب فسقطت عليه كلمات وجمل وأحيان ا يكون هذا السقط باألسطر. ومم ا يعيبها أيض ا خلو ها من الت صحيحات وآثار المقابلة فالت صحيحات ال توجد إال يف أوائل الكتاب فقط وبعدها ال يكاد يوجد تصحيح سوى مواضع يسيرة وآخر بالغ مقابلة ق ي د يف الورقة: )١١( وبعدها لم يقيد أي بالغ إلى هناية الكتاب. وعلى هوامش الن سخة حواش طويلة استمر ت إلى الصفحة: )٦١( وبعدها انقطعت هذه الحواشي. وارتبطت صفحاهتا بطريقة التعقيبة. عدد األوراق: )١٤٣( ورقة. المسطرة: )١٧( سطر ا وعدد الكلمات يف السطر من: )١٠( إلى: )١٤( كلمة تقريب ا. 9
الخط: مشرقي واضح وكتب باللونين األسود واألحمر. اسم الناسخ: عمر بن أحمد بن مجلي العذبي المشرقي ]أو: المشريف[. تاريخ النسخ: ٧٣٧ ه. / ٧ ١٨/ أولها:»قبل معرفة معنى الفقه يف أصل الوضع الفهم قال اهلل تعالى إخبار ا عن موسى واحلل عقدة من لساين...«. آخرها:»... وترج ح العل ة المؤث رة على المالئمة والمالئم على الغريب والمناسبة على الش بهية ألنه أقوى يف تغليب الظ ن واهلل أعلم. نجز بفضل اهلل وعونه وصلواته وسالمه على سيدنا محمد النبي وآله وصحبه على يد العبد الفقير إلى اللطيف الخبير: عمر بن أحمد بن مجلي العذبي المشرقي ]أو: المشريف[ بصدر الجامع األقصى ثامن عشر رجب الفرد من شهور سنة سبع وثالثين وسبع مئة«. وقد رمزنا لها ب)ب(. 3. النسخة الدمنهورية )األزهرية( )ز(: وهي نسخة خزانة الشيخ أحمد الدمنهوري المحفوظة يف المكتبة األزهرية برقم: )٤٢٣٦ عام( )٢٨٤ أصول(. وهي نسخة تام ة مصح حة وم قابلة على أصلها وعليها تقييدات وحواش منسوبة لحاشية ابن نصر اهلل الكناين التي كتبها على الروضة سنة ) ٨٣٨ ه(. وهذه الن سخة متقنة يف الجملة خالية من الس قط والت صحيف إال يف مواضع يسيرة غيرأن آخرورقتينمنها ) 203 202 (منقولالمؤل فيففصلالتعارض:»...إجماع ا منهم. الثالث: أن هذا عادة الناس يف حراثتهم وتجاراهتم...«إلى 10
آخر الكتاب كتبتا بخط مختلف ووقع فيهما بعض األوهام من الن اسخ من ذلك أنه قد م المرج حات الخارجي ة فجعلها يف المرج حات العائدة إلى المتن وأخ ر المرج حات العائدة إلى المتن فجعلها يف المرج حات الخارجي ة. وقد أثبت يف هذه الن سخة المقد مة المنطقي ة. وقس م الكتاب يف هذه النسخة إلى مقد مة وثمانية كتب. ولم ترتبط صفحاهتا بطريقة التعقيبة. عدد األوراق: )٢٠٤( ورقة. المسطرة: )١٥( سطر ا ومتوس ط عدد الكلمات يف السطر: )١٢( كلمة تقريب ا وقد تزيد إلى: )١٥( كلمة. الخط: مشرقي نسخي. اسم الناسخ: لم ي ذكر. تاريخ النسخ: لم ي ذكر. أولها:»بسم اهلل الرحمن الرحيم رب يسر وأعن. الحمدهلل العلي الكبير العليم القدير... أم ا بعد فهذا كتاب نذكر فيه أصول الفقه واالختالف فيه ودليل كل قول على وجه االختصار واالقتصار من كل قول على المختار ونبين من ذلك نرتضيه ونجيب من خالفنا فيه...«. آخرها:»... ويرجح العلة المؤثرة على المالئمة والمالئم على الغريب والمناسبة على الشبهية ألنه أقوى يف تغليب الظن واهلل سبحانه أعلم. 11
تم الكتاب بحمد اهلل ومنه وصلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصبحه وسلم تسليم ا كثير ا ورضي اهلل عن أصحاب رسول اهلل«. وقد رمزنا لها ب)ز(. 4. النسخة التركية )س(: وهي نسخة محفوظة يف مكتبة يوسف آغا بالمكتبة السليمانية برقم: )607(. وهي نسخة تام ة ومصح حة ومقابلة ومضبوطة بالش كل وعليها حواش وتعليقات. وقد اشتملت على المقد مة المنطقي ة يف أو لها. ومع عناية الن اسخ هبا من حيث المقابلة والت صحيح والض بط بالش كل إال أن الت صحيف فيها كثير. وارتبطت صفحاهتا بطريقة التعقيبة. عدد األوراق: )146( ورقة. المسطرة: )21( سطر ا ومتوس ط عدد الكلمات يف السطر: )11( كلمة تقريب ا. الخط: مشرقي نسخي. اسم الناسخ: شرف الدين عثمان بن أحمد بن شهاب الكسكري البلبلي الجيلي الحنبلي. تاريخ النسخ: محرم سنة 766 ه. أولها:»بسم اهلل الرحمن الرحيم رب يسر وال تعسر. 12
قال الشيخ اإلمام العالم موف ق الدين أبومحمد عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي : الحمدهلل العلي الكبير العليم القدير... أم ا بعد فهذا كتاب نذكر فيه أصول الفقه واالختالف فيه ودليل كل قول على وجه االختصار واالقتصار من كل قول على المختار ونبي ن من ذلك ما نرتضيه ونجيب من خالفنا فيه...«. آخرها:»... وترجيح العل ة المؤث رة على المالئمة والمالئم على الغريب والمناسبة على الش بهية ألنه أقوى يف تغليب الظ ن واهلل تعالى أعلم. آخر الكتاب والحمدهلل رب العالمين وصلى اهلل على السيدنا محمد وآله أجمعين...«..)858( وقد رمزنا لها ب)س(. 5. النسخة الظاهرية )ل(: وهي نسخة محفوظة يف دار الكتب الظ اهرية برقم: )2874( رقم الفيلم: وهذه الن سخة شبه تام ة سقط من أو لها ورقة واحدة تقدير ا وحالتها غير جي دة فقد أصاهبا رطوبة أو تلف أذهب كثير ا من الكالم ويف مواضع كثيرة من الكتاب قد ي تم م الكالم بقلم آخر استدراك ا لهذا الن قص وخط ها قديم حسن. وهي نسخة مصح حة ومقابلة على أصلها وعليها تعليقات وحواش. وقد ذكر فيها المقد مة المنطقي ة. وارتبطت صفحاهتا بطريقة التعقيبة. عدد األوراق: )173( ورقة. 13
المسطرة: )16( سطر ا ومتوس ط عدد الكلمات يف السطر: )9( كلمات. الخط: مشرقي نسخي. اسم الناسخ: لم يذكر. تاريخ النسخ: لم يذكر. أولها:»يف األمر والنهي والعموم واالستثناء والشرط وما يقتبس من األلفاظ من إشارهتا وإيمائها...«. آخرها:»... ويرجح العلة المؤثرة على المالئمة والمالئم على الغريب والمناسبة على الشبهية ألنه أقوى يف تغليب الظن واهلل سبحانه أعلم تم الكتاب«. وقد رمزنا لها ب)ل(. طريقة عملنا يف املقابلة: أول : المقابلة على المخطوطات. بعد جمع الن سخ وانتقاء المناسب منها قابلنا الكتاب كامال على الن سخ األربع: )ع ب ز س(. وأما الن سخة )ل( فقد قابلنا عليها المقد مة المنطقي ة لتكون المقدمة المنطقية مقابلة على ثالث نسخ )ز س ل( لخلو )ع ب( منها كما تقد م واستعن ا أيض ا ب)ل( يف بقية الكتاب عند الحاجة وأثبتنا منها بعض الفروقات المهم ة. ثم بعد المقابلة أثبتنا يف متن الكتاب ما ات فقت عليه جميع الن سخ فإن اختلفت فن ثبت منها ما نراه صواب ا مناسب ا لسياق كالم المؤل ف مع اإلشارة يف الحاشية إلى ما يف الن سخ األخرى من الفروق والزيادات إذا رأينا أن ما يف الن سخ 14
األخرى قد يكون مؤثر ا يف المعنى أو يف سياق الكالم فإن كان غير مؤث ر فال نشير إليه لطبيعة الكتاب التعليمي ة. ونشير إلى أننا اعتمدنا يف تقسيم كتاب روضة الناظر إلى ثمانية كتب ويف عناوين هذه الكتب الثمانية على النسخة األزهرية )ز( وهو تقسيم موافق لما ذكره ابن قدامة يف مقدمة الروضة وكذلك إذا وقع اختالف يف األبواب أو الفصول فإن ا نعتمد ما يف الن سخة األزهرية )ز( من دون إشارة إلى اختالف الن سخ اكتفاء بما بي ناه هنا سوى مواضع قليلة رأينا فيها أن ما ورد يف نسخ أخرى أجود فأثبتناه مع اإلشارة إلى ذلك يف الحاشية. ونشير هنا إلى أنه وقع يف مواضع قليلة جد ا من الكتاب كلمات نقطع بخطئها من حيث الل غة والس ياق واتفقت عليها جميع الن سخ فصح حناها يف متن الكتاب مع اإلشارة إلى ذلك يف الحاشية. ثاني ا: المقابلة على طبعة د.النملة. بعد مقابلة الكتاب على المخطوطات التي تقد م ذكرها قابلنا الكتاب على الن سخة التي اعتنى هبا فضيلة الشيخ األستاذ الدكتور: عبد الكريم بن علي النملة -رحمه اهلل وغفر له- وكانت المقابلة على الطبعة الخامسة عشرة المنشورة عام 1435 ه وذلك رغبة يف تجويد العمل وإشراكه يف األجر وأثبتنا بعض الفروق التي رأيناها مهم ة. وطريقتنا يف إثبات الفروق ما يلي: إذا وجدنا ما يف طبعة د.النملة أجود من الوارد يف نسخنا المخطوطة فإن ا 15
نقول:»هكذا يف جميع النسخ والذي يف طبعة د. النملة:...«))). إذا خالفنا د.النملة يف قراءته للن س خ فإن ا نقول:»يف طبعة د.النملة:... والمثبت من»)...( (((. وأم ا إذا أثبتنا يف المتن خالف ما اختاره فضيلته يف المتن فنقول:»المثبت يف طبعة د.النملة:... والمثبت هنا من )...(«))). ونعني بقولنا:»جميع النسخ«الن سخ الخمس التي تقد م وصفها. والذي يمنعنا من إثبات ما يف طبعة د.النملة مع كونه أجود أحيان ا أحد أمور ثالثة: األول: أن يكون ما يف طبعة د.النملة معزو ا إلى بعض الن سخ التي اعتمدناها يف الت حقيق ولكن يتبي ن لنا بمراجعة تلك الن سخ أن الوراد فيها موافق لبقية الن سخ فنكتفي باإلشارة إلى ما يف طبعة د.النملة مع تنبيهنا على أن المثبت من ))) من ذلك مثال : عند قول المؤلف )ص 24 (:»يف الدماغ غريزة وصفة هتيئ للتخيل هبا تباين هبا بقية األعضاء كمابينة العين لهما«يف طبعة د.النملة )168/1(:»لها«ولم يذكر فضيلته عند هذه اللفظة اختالف النسخ والمثبت عندنا هو من جميع النسخ. ))) من ذلك مثال : عند قول المؤلف )ص 12 (:»فاعدل إلى اللوازم لكن يصير رسميا«يف طبعة د.النملة )80/1(:»لكي يكون رسمي ا«ولم يذكر فضيلته اختالف النسخ عند هذه الكلمة والمثبت عندنا هو من جميع النسخ. ))) من ذلك مثال : عند قول المؤلف )ص 71 (:»واختلف يف األفعال يف األعيان«يف طبعة د.النملة )197/1(:»يف األفعال ويف األعيان«وفضيلته اختار إثبات الواو يف قوله:»ويف األعيان«اعتماد ا على نسخة )ب( عنده وهي نسخة متأخرة واخرتنا إثبات ما يف جميع النسخ الموجودة عندنا. 16
جميع الن سخ والن سخ المشرتكة ثالث وهي: )ع ز ل( ورمزها بالرتتيب يف طبعة د. النملة: )ص ه ل( ))). الثاين: أن يكون ما يف طبعة د.النملة معزو ا إلى بعض الن سخ التي لم نعتمدها يف الت حقيق وهي: نسخة ابن بدران والتي رمز لها د.النملة ب)ب( وتاريخ نسخها 1309 ه والن سخة المطبوعة مع شرح ابن بدران يف مكتبة المعارف عام 1402 ه والتي رمز لها الدكتور النملة ب)ط( ونسخة ابن مفلح والتي رمز لها الدكتور النملة ب)م( ))). الثالث: أن يكون د.النملة صو ب ما يف المتن بناء على اجتهاده وليس بناء على قراءته للن سخ ))). ثالث ا: النقل عن املصادر التي أفاد منها ابن قدامة يف الروضة. وقع يف متن الروضة عبارات ي شكل فهمها وتكون يف المصدر الذي أفاد منه ابن قدامة أوضح وأقرب إلى الفهم فننقل عبارة المصدر الذي أفاد منه ابن قدامة يف الحاشية. ))) من ذلك مثال : عند قول المؤلف )ص 56 (:»ولذلك انعقد اإلجماع«يف طبعة د.النملة )168/1(:»وكذلك انعقد اإلجماع«وعزى لفظة: )وكذلك( إلى النسخة العمرية )ع( والظاهرية )ل( وتبين بمراجعتهما أهنما موافقتان لبقية النسخ. ))) من ذلك مثال : عند قول المؤلف )ص 62 (:»ال يعاقب على ما ترك من غسل الرأس وصوم الليل«يف طبعة د.النملة )183/1(:»ال يعاقب على ما ترك من غسل جزء من الرأس مع الوجه وإمساك جزء من الليل مع النهار«وهذه العبارة انفردت هبا نسخة ابن بدران. ))) من ذلك مثال : عند قول المؤلف )295(:»إلى دليل ظن مع انتفاء المغير«يف طبعة د.النملة )508/2(:»إلى دليل ظن مع انتفاء المغير«والتصويب من فضيلته. 17
وغالب ا ما يكون ذلك بالن قل عن كتاب المستصفى للغزالي واعتمدنا يف الن قل عنه على الطبعة التي بتحقيق د.حمزة بن زهير حافظ ما لم نشر إلى خالف ذلك. ثاني ا: ما يتعلق باخلدمة العلمي ة والفني ة للكتاب: كانت خدمتنا لهذا الكتاب علمي ا وفن ي ا يف أربعة جوانب وهي: أول : العناوين الجانبية: فقد أثرينا الكتاب بعناوين جانبي ة ت وض ح كالم المؤل ف وت ربز م كو ناته الر ئيسة وت مي ز بعضها عن بعض كالت عريفات واألقوال واألدل ة واالعرتاضات الواردة عليها واألجوبة عنها ونحو ذلك من العناصر التي يحسن إبرازها والت نبيه عليها. وراعينا يف صياغة العناوين الوضوح واإليجاز بحيث تحقق الفائدة للقارئ من غير إثقال للهوامش هبا. ثاني ا: التعريف باألعال م والف ر ق الواردة يف الكتاب: فقد عر فنا باألعالم والفرق الوارد ذكرها يف كالم المؤل ف وحرصنا أن تكون هذه الت عريفات مختصرة حتى ال ت ثقل حواشي الكتاب والتزمنا الت عريف باألعالم والفرق عند أو ل موطن ترد فيه وألحقنا بالكتاب فهرس ا لمواضع تراجمهم تسهيال لالستفادة منها. وأبرز المراجع التي اعتمدت يف ذلك: مقاالت اإلسالميين ألبي الحسن األشعري ) 324 ه(. الفصل يف الملل واألهواء والنحل البن حزم الظاهري ) 456 ه(. 18
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ) 463 ه(. طبقات الحنابلة البن أبي يعلى ) 526 ه(. الملل والنحل ألبي الفتح الشهرستاين ) 548 ه(. األنساب ألبي سعد السمعاين ) 562 ه(. طبقات الفقهاء الشافعية ألبي عمرو ابن الصالح ) 643 ه(. هتذيب الكمال ألبي الحجاج المزي ) 742 ه(. سير أعالم النبالء لشمس الدين الذهبي ) 748 ه(. تاريخ اإلسالم لشمس الدين الذهبي ) 748 ه(. الجواهر المضية يف طبقات الحنفية لعبد القادر القرشي ) 775 ه(. ذيل طبقات الحنابلة البن رجب الحنبلي ) 795 ه(. البلغة يف تراجم أئمة النحو واللغة ألبي طاهر الفيروزآبادي ) 817 ه(. بلغة الوعاة يف طبقات النحويين والنحاة لجالل الدين السيوطي ) 911 ه(. هتذيب التهذيب البن حجر العسقالين ) 852 ه(. األعالم لخير الدين بن محمد الزركلي ) 1396 ه(. ثالث ا: تخريج أحاديث الكتاب سلكنا يف تخريج أحاديث الكتاب المنهج اآليت: 1.1 التزمنا تخريج أحاديث الكتاب كل ها من مسند إمام المذهب اإلمام أحمد سواء كان يف الص حيحين أو يف غيرهما. 19
2.2 إذا كان الحديث يف الص حيحين أو أحدهما: فنكتفي بالتخريج منهما مع مسند اإلمام أحمد. 3.3 إذا لم يكن الحديث يف الص حيحين أو يف أحدهما: فنخر جه من كتب الس نة المشهورة كالس نن األربعة مع المسند فإن لم يكن فيها: فمن بقية كتب السنة دون استقصاء خشية اإلطالة. 4.4 نقلنا أحكام األئم ة على األحاديث التي يف غير الص حيحين وحرصنا على أحكام األئم ة المتقد مين كاإلمام أحمد وابن معين وابن عدي والدارقطني وربما نقلنا أحكام غيرهم من أهل العلم كابن عبد الهادي وابن الملق ن وابن حجر وغيرهم دون استقصاء ألحكامهم ودون دراسة لألسانيد خشية إثقال الحواشي. رابع ا: توثيق النقولت يحكي ابن قدامة يف مواضع من الروضة نقوالت عن بعض أهل العلم كروايات اإلمام أحمد وبعض الكلمات للقاضي أبي يعلى وأبي الخطاب فنوث ق هذه النقول يف الحاشية بقولنا:»انظر: كتاب كذا وكذا...«وإذا لم يكن ما يف المصدر المذكور موافق ا لما نقله ابن قدامة فإن ا نقول:»قارن بما يف:...«علم ا بأن نا قد اكتفينا بتوثيق الن قوالت الن صي ة دون حكاية األقوال واالختيارات ونحوها خشية اإلطالة. خامس ا: تلوين الن ص وتقسيمه إلى فقرات وقد جاء ذلك حسب اآللي ة اآلتية: )1( استخدمنا األلوان التالية يف توضيح كالم المؤل ف: 20
1.1 اللون األحمر: لتمييز الت عريفات االصطالحي ة. 2.2 اللون األخضر: لتمييز اآليات واألحاديث. 3.3 اللون األزرق: لتمييز رؤوس األقوال الخالفي ة. 4.4 اللون األسود الغامق: لتمييز عبارات القول وما أشبهها مثل: )قلنا ولنا( مما يأيت لبيان بدء: أدلة أو اعرتاضات أو أجوبة عنها وكذلك لتمييز تعداد األوجه ونحوها عند المؤل ف مثل: )من خمسة أوجه: األول:...(. 5.5 اللون األحمر الغامق: لتمييز المصطلحات األصولية التي شرحها المؤل ف ولم يعر فها بالحد. 6.6 اللون األسود )العادي(: وذلك يف كالم المؤل ف فيما عدا ما تقد م. )2( تقسيم الن ص إلى فقرات وكان ذلك وفق آلية تبي ن تسلسل كالم المؤل ف وبناء بعضه على بعض وحرصنا أن يكون ذلك التقسيم معين ا على فهم مراد المؤل ف فهو كالش رح له من غير أن نضيف حرف ا واحد ا إلى كالم المؤل ف أو نتصر ف فيه بتقديم وال تأخير وكانت اآللية على النحو التالي: 1.1 قسمنا كالم المؤل ف إلى أربع مستويات بحيث يكون المستوى الثاين متأخر ا يف بداية السطر عن المستوى األول والثالث متأخر ا عن الثاين وكذلك األمر يف المستوى الرابع ووضعنا عالمة تمي ز كل مستوى من المستويات المتأخ رة )الثاين: الثالث: ο الرابع: (. 2.2 إذا ذكر المؤل ف أمور ا متعد دة كأن يذكر عد ة أدل ة لقول واحد أو عد ة أو تعريفات فإن ا نرق مها بأرقام نضعها بين اعرتاضات أو أوجوبة 21
معكوفين مع تلوينها بلون مميز )]1[ ]2[(. الن بي ول يج وز ب ع د ه وقالت طائ ف ة : يجوز يف ز م ن ]]1 ألن أهل ق ب اء ق ب ل وا خ ب ر الو اح د يف ن س خ الق ب ل ة ) 1 ). 1[[ 1[[ القول الثالث أدلة القول الثالث وكان الن بي ي ب ع ث آح اد الص حاب ة إلى أطراف دار اإلسلم في ن ق ل ون الن اس خ والمن س وخ. ر. وألن ه ي ج وز الت خ ص يص ب ه ف ج از الن س خ ب ه كالمت و ات 3.3 التقاسيم واألنواع واألحوال ونحوها مما يرد يف كالم المؤل ف ويحسن تفقيره إذا كانت مسبوقة بكالم يمكن تفريعه عليه ت فق ر كما يف المثال التالي: الت أليف بين م ف ر د ي ن ال يخل و: إم ا أن ي نسب أحد هما إلى اآلخ ر بنفي أو إثبات o o حاالت التأليف بني املفردات كقولنا:»العال م حادث «و»العال م ليس بقديم «. 4.4 إذا ذكر المؤل ف أمثلة متعد دة فإنا نجعلها يف مستوى جديد بحيث كما يف المثال التالي: تكون يف فقرة واحدة م ا ل ي ت م الو اج ب إل ب ه ينقسم إلى: ]]1 م ا ليس إلى الم ك ل ف o وح ض ور اإلمام والع د د يف الج م ع ة كالق درة والي د يف الكتابة فال ي وص ف بو ج وب. ]]1 وإلى ما يتعل ق باختيار العبد o وغ س ل ج ز ء من والس ع ي إلى الج م ع ة كالط هار ة للص ال ة الر أ س مع الوجه وإمساك ج ز ء من الل يل م ع الن هار يف الص وم فهو واج ب. 22
5.5 إذا ورد يف كالم المؤل ف ما يعود على فقرتين أو أكثر فإنه يجعل يف مستوى جديد مندرج تحت ما قبله كما يف المثال التالي: وقال أب و الخ ط اب : هو ن ظ ر ي م يف الن فس مقد م ت ان : ما لم ينتظ ألن ه ل ي فيد العلم بنفسه ه م- ل ه م وكثرت إحداهما )1) : أن هؤلء -مع اختلف أحوال ق ون عليه. ع ول ي ت ف يجمع ه م على الك ذ ب ج ام. الث انية ))) : أن هم قد ات ف ق وا على اإلخ ب ار عن الو اق ع ة في ن ب ن ي العلم بالص د ق على المقد م ت ي ن. القول الثاين دليل القول الثاين 6.6 إذا ورد استدالل يف كالم المؤل ف فإنه يجعل يف مستوى جديد سواء كان استدالال واحد ا أو أكثر كما يف المثال التالي: القول األول )اختيار املؤلف( القول الثاين دليل القول الثاين. وإجماع أهل المدين ة ليس بح ج ة وق ال م الك : ه و ح ج ة ألن ها م ع د ن الع ل م وم ن ز ل الو ح ي وهب ا أوال د الص ح اب ة ف ي س ت ح يل ات ف اق ه م على خلف الحق وخ ر وج ه ع ن ه م. 23
أول : التعريف باملؤلف ))) : اسمه ونسبه: التعريف بكتاب )روضة الناظر( ومؤلفه هو اإلمام الفقيه موف ق الدين أبو محمد عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر بن عبد اهلل المقدسي الجم اعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي. مولده: ولد يف شعبان من سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ) 541 ه( بجم اعيل من قرى نابلس. مكانته وثناء العلامء عليه: لإلمام ابن قدامة مكانة كبيرة جد ا يف الفقه حتى قال ابن تيمية ) 728 ه( :»ما دخل الشام -بعد األوزاعي- أفقه من الشيخ الموفق«))) وال يخفى ما لمؤلفاته الفقهي ة من أثر على الفقه عام ة وعلى فقه الحنابلة خاص ة ال سي ما كتابه المغني الذي صار مرجع ا مهم ا يف الخالف العالي وكتابه المقنع الذي دارت يف فلكه كثير من مؤل فات الحنابلة بعد ذلك وله مع ذلك أيض ا تقد م واشتغال يف عدد ))) ينظر يف ترجمة ابن قدامة: ذيل طبقات الحنابلة البن رجب )281/3( وشذرات الذهب البن العماد )155/7( ومختصر طبقات الحنابلة للشطي )ص 52 (. ))) ذيل طبقات الحنابلة البن رجب )286/3(. 24
من العلوم الشرعية سوى الفقه منها علم األصول الذي أل ف فيه كتابه هذا. وألهل العلم كلمات كثيرة نب هوا فيها على مكانته وفضله هذا ذكر لبعضها: يقول أبو عمرو بن الصالح ) 643 ه( الفقيه الش افعي المعروف:»ما رأيت مثل الشيخ الموفق«))). ويقول الحافظ ضياء الدين المقدسي ) 643 ه(:»كان إمام ا يف القرآن وتفسيره إمام ا يف علم الحديث ومشكالته إمام ا يف الفقه بل أوحد زمانه فيه إمام ا يف علم الخالف أوحد زمانه يف الفرائض إمام ا يف أصول الفقه إمام ا يف النحو إمام ا يف الحساب«))). ويقول الحافظ أبو عبيد اليونيني ) 658 ه(:»أم ا ما علمته من أحوال شيخنا وسي دنا موفق الدين فإنني إلى اآلن ما أعتقد أن شخص ا ممن رأيته حصل له من الكمال يف العلوم والصفات الحميدة التي يحصل هبا الكمال سواه«))). ويقول الحافظ أبو شامة المقدسي الدمشقي ) 665 ه(:»كان إمام ا من أئمة المسلمين وعلم ا من أعالم الدين يف العلم والعمل«))). ويقول ابن كثير ) 774 ه(:»إمام عالم بارع لم يكن يف عصره بل وال قبل دهره بمدة أفقه منه«))). وقد أفرد الضياء المقدسي سيرته يف جزأين وأفردها الذهبي بالتأليف كذلك. ))) ذيل طبقات الحنابلة البن رجب )287/3(. ))) ذيل طبقات الحنابلة البن رجب )286/3(. ))) ذيل طبقات الحنابلة البن رجب )287/3(. ))) ذيل طبقات الحنابلة البن رجب )285/3(. ))) البداية والنهاية البن كثير )117/17(. 25
مؤلفاته ((( : البن قدامة مؤلفات كثيرة نقتصر منها على مؤلفاته المطبوعة ونذكرها مرتبة حسب الفنون. مؤلفاته يف الفقه: 1.1 المغني شرح مختصر الخرقي وهو من أشهر كتبه وأعظمها نفع ا ذكر فيه مذهب الحنابلة مع الخالف العالي وبالغ يف تجويده وتحريره ويقول فيه العز ابن عبد السالم:»ما طابت نفسي بالفتيا حتى صار عندي نسخة المغني«))) مع معاصرته البن قدامة ومقاربته إياه يف المنزلة. 2.2 الكايف يف فقه اإلمام أحمد ذكر فيه االختالف يف المذهب مع االستدالل والرتجيح. 3.3 المقنع يف فقه اإلمام أحمد وهو من أشهر كتبه اقتصر فيه على ذكر مذهب اإلمام أحمد وما فيه من االختالف وأخاله من الدليل. 4.4 عمدة الفقه اقتصر فيه على قول واحد -هو الر اجح عنده من مذهب أحمد- ليكون عمدة لقارئه. 5.5 الهادي أو عمدة الحازم ذكر فيه المسائل الزائدة على مختصر الخرقي من كتاب الهداية ألبي الخطاب. مؤلفاته يف أصول الفقه: ))) انظر: معجم مصنفات الحنابلة للطريقي )69/3(. ))) شذرات الذهب البن العماد )161/7(. 26
له يف أصول الفقه كتاب واحد وهو كتاب: روضة الناظر وجنة المناظر يف أصول الفقه. مؤلفاته يف العقيدة: 1.1 لمعة االعتقاد وهو أشهر مؤل فاته يف العقيدة. 2.2 الربهان يف بيان القرآن. 3.3 المناظرة يف القرآن. 4.4 رسالة يف القرآن وكالم اهلل. 5.5 الصراط المستقيم يف إثبات الحرف القديم وهذه المؤلفات األربع كل ها يف القرآن وأنه كالم اهلل جل وعال. 6.6 تحريم النظر يف كتب الكالم وي سم ى: الرد على ابن عقيل. 7.7 إثبات صفة العلو. 8.8 ذم التأويل. 9.9 ذم ما عليه مدعو التصو ف وطبع أيض ا بعنوان: فتيا يف ذم الشبابة والرقص والسماع. 1010 منهاج القاصدين يف فضل الخلفاء الراشدين بي ن فيه مذهب أهل السنة يف الصحابة. مؤلفاته يف الزهد: 1.1 كتاب التو ابين. 2.2 الرقة والبكاء. 27
3.3 المتحابين يف اهلل. 4.4 الوصية. مؤلفاته األخرى: 1.1 التبيين يف أنساب القرشيين. 2.2 االستبصار يف نسب الصحابة من األنصار. 3.3 قنعة األريب يف تفسير الغريب اختصر فيه كتاب أبي عبيد يف غريب الحديث مع زيادات قليلة من كتاب ابن قتيبة ومن المصن ف نفسه. 4.4 المنتخب من العلل للخالل. 5.5 ذم الموسوسين. وفاته: تويف يوم عيد الفطر من سنة عشرين وستمائة ) 620 ه( ودفن من الغد بجبل قاسيون. ثاني ا: التعريف بكتاب )روضة الناظر(: اسمه: القدر الذي ات فقت عليه الن سخ المخطوطة من اسم الكتاب هو: )روضة الن اظر وج ن ة الم ناظ ر( وأما تتمة العنوان فاختلفت فيه الن سخ المخطوطة والمعنى فيها واحد وهو أن هذا الكتاب يف أصول الفقه على مذهب اإلمام أحمد رحمه اهلل تعالى ))). = ))) هكذا جاء العنوان يف النسخة العمرية ) 1 /أ(:»ك ت اب ر و ض ة الن اظ ر و ج ن ة المن اظ ر يف أ ص ول 28
وكلمة )ج ن ة( مضبوطة بضم الجيم يف الن سخة العمرية )ع( واألزهرية )ز( وكذلك ذكر ابن بدران ) 1346 ه( أن )ج ن ة( تضبط»بضم الجيم وتشديد النون المفتوحة«(((. وكثير ا ما يختصر اسم الكتاب عند ذكره والنقل عنه فيقال: )الروضة( أو )الروضة يف أصول الفقه( كما صنع الطويف وابن أبي الفتح البعلي يف مقد متهما لمختصريهما (((. مكانته: تبو أ الكتاب مكانة عالية فكان مرجع ا رئيس ا يف أصول الفقه يف الدرس والت أليف عند الحنابلة منذ تأليفه إلى اليوم فنجد ابن أبي الفتح البعلي) 709 ه( أبي ع بد اهلل أ ح مد بن حنبل الش يباين «وم ح يي الس ن ة عل ى مذ ه ب إم ام األئم ة الف ق ه ويالحظ أنه ضبط آخر )جنة( بالضم أيض ا والوجه كسرها وهذا العنوان هو الذي أثبتناه على غالف الكتاب. ر على مذهب ر و ج ن ة الم ن اظ وهكذا جاء العنوان يف النسخة األزهرية ) 1 /أ(:»كتاب ر و ض ة الناظ اإلمام أبي عبد اهلل أحمد بن حنبل الشيباين قدس اهلل روحه ونور ضريحه«. وأما بقية نسخنا فإما غير معنونة كالنسخة الرتكية )س( أو سقطت منها ورقة الغالف كنسخة برنستون )ب( والظاهرية )ل( وينظر: مقدمة تحقيق روضة الناظر للنملة )33/1( فقد ذكر العناوين المثبتة على النسخ الموجودة عنده. وتلخيص الروضة للبعلي ) 709 ه( جاء عنوانه هكذا:»تلخيص روضة الناظر وجنة المناظر يف أصول الفقه على مذهب اإلمام أبي عبد اهلل أحمد بن محمد بن حنبل«وهذا مثبت على نسخة قديمة نسخت يف حياة البعلي سنة ) 705 ه( تنظر مقدمة تحقيق التلخيص )ص 30 (. ))) المدخل البن بدران )ص 462 (. ))) تلخيص البعلي )3/1( ومختصر الطويف مع شرحه )92/1(. 29
يختصره وكذلك الطويف ) 716 ه( يختصره ويشرح مختصره ثم القاضي عالء الدين الكناين ) 777 ه( يشرح مختصر الطويف له وهذه العناية به تدل على مكانته يف المذهب. وذكر الشيخ بكر أبو زيد أن ثالثة من تآليف الحنابلة يف أصول الفقه»قد نالت حظ ا وافر ا من االشتغال باالختصار والش رح وهي: روضة الناظر البن قدامة ومختصرها للطويف والتحرير للعالء المرداوي«))). ويقول ابن بدران:»إن ه أنفع كتاب لمن يريد تعاطي األصول من أصحابنا فمقام هذا الكتاب بين كتب األصول مقام المقنع بين كتب الفروع«))). ثم نجده أيض ا ضمن المصادر التي رجع إليها من أل ف يف أصول الفقه من الحنابلة كابن مفلح ) 763 ه( يف كتابه يف األصول ))) والبعلي ) 803 ه( يف مختصره ))) والمرداوي ) 885 ه( يف التحرير وشرحه التحبير ))). وصار مرجع ا أيض ا للمؤل فين يف أصول الفقه من أصحاب المذاهب األخرى يف معرفة مذهب الحنابلة كالقرايف المالكي ) 684 ه( يف نفائس األصول ))) والزركشي الشافعي ) 794 ه( يف البحر المحيط ))) فقد ذكرا روضة الناظر يف ))) المدخل المفصل لبكر أبو زيد )941/2(. ))) المدخل البن بدران )ص 465 (. ))) انظر: مقدمة تحقيق الكتاب )ص 69 (. ))) رجع إليه يف مواضع كثيرة جد ا ينظر على سبيل المثال )ص 54 62(. 60 ))) انظر: مقدمة المؤلف لكتابه التحبير شرح التحرير )9/1(. ))) انظر: مقدمة المؤلف لكتابه نفائس األصول )95/1(. ))) انظر: مقدمة المؤلف لكتابه البحر المحيط )16/1(. 30
المصادر التي اعتمدوا عليها يف تأليفهم. مصادره: من أهم المصادر التي اعتمد عليها ابن قدامة يف الروضة هو كتاب المستصفى للغزالي ولم ا تكل م الطويف عن ترتيب أبواب كتاب الروضة ذكر حامد الغزالي يف )المستصفى( أن ابن قدامة يف الرتتيب»تابع يف كتابه الشيخ أبا حتى يف إثبات المقد مة المنطقي ة يف أو له وحتى قال أصحابنا وغيرهم مم ن رأى الكتابين: إن )الروضة( مختصر )المستصفى( ويظهر ذلك قطع ا يف إثباته المقد مة المنطقي ة مع أنه خالف عادة األصوليين من أصحابنا وغيرهم ومن متابعته على ذكر كثير من نصوص ألفاظ الشيخ أبي حامد«))). ويقول الشيخ عبد الكريم النملة: إن ي»بعد تتب ع واستقراء ما ورد يف الكتاب من مسائل وجدته ال يخرج عن أربعة كتب يف أصول الفقه وهي: 1-1 المستصفى ألبي حامد الغزالي. وغالب )روضة الناظر( من هذا الكتاب. 2-2 العدة يف أصول الفقه ألبي يعلى الحنبلي. 3-3 التمهيد يف أصول الفقه ألبي الخطاب الحنبلي. وهذان الكتابان استفاد منهما روايات اإلمام أحمد والمذهب الحنبلي كله. 4-4 الوصول إلى األصول ألبي الفتح ابن برهان. ))) شرح مختصر الروضة للطويف )98/1(. 31
قد رجع إلى هذا الكتاب واعتمد عليه يف بعض المناقشات والرتجيحات«(((. خمترصاته ورشوحه: للكتاب ثالثة مختصرات : 1-1 تلخيص روضة الناظر البن أبي الفتح البعلي الحنبلي ) 709 ه( وهو من أقدم مختصرات الكتاب طبع بتحقيق الدكتور/ أحمد السر اح. 2-2 مختصر الروضة للطويف ) 716 ه( ويسمى: البلبل يف أصول الفقه وهو وشرحه للطويف أيض ا من أهم كتب الحنابلة يف أصول الفقه. 3-3 إمتاع العقول بروضة األصول للشيخ عبد القادر بن شيبة الحمد. وله عدة شروح : 1-1 حجة المنقول والمعقول يف شرح روضة األصول البن المجاور حسن بن محمد النابلسي المصري ) 773 ه( ذكره ابن عبدالهادي ))). 2-2 نزهة الخاطر العاطر شرح كتاب روضة الناظر للشيخ عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بدران الد ومي ثم الد مشقي ) 1346 ه( وهو يف عام ته منقول من شرح الطويف على مختصر الروضة. 3-3 مذكرة يف أصول الفقه للشيخ محمد األمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي ) 1393 ه(. ))) مقدمة تحقيق روضة الناظر للنملة )39/1(. ))) الجوهر المنض د يف طبقات متأخري أصحاب اإلمام أحمد البن عبد الهادي )ص 25 (. 32
4-4 إتحاف ذوي البصائر بشرح روضة الناظر للشيخ الدكتور عبد الكريم بن علي النملة ) 1435 ه(. 5-5 كشف الساتر شرح غوامض روضة الناظر للشيخ الدكتور محمد صدقي بن أحمد البورنو. 6-6 فتح الولي الناصر بشرح روضة الناظر للشيخ الدكتور علي بن سعد الضويحي. 33